الأوراسية بين التحديات ومستقبل روسيا التوسعي

45,00 د.إ

أحمد لطفي دهشان

Category: Tag:

Description

تناول الباحث المصري المتخصص في التاريخ والسياسة الدولية، أحمد لطفي دهشان، التنوع العرقي والقومي، والديني واللغوي في روسيا التي يوجد فيها حوالي (88) عرقية رئيسة. وقد شكل «السلاف» النواة الرئيسة التي على أساسها نشأت الدولة الروسية الأولى، وكانوا وما زالوا القاعدة الرئيسة لها دون إلغاء لباقي القوميات والأعراق الأخرى، والسلاف مجموعة بشرية تشترك في اللغة والإثنية، وُتنسب لغتهم لمجموعة اللغات الهندو أوروبية. ينتشرون اليوم في وسط وشرق أوروبا وأوراسيا الشمالية، وهناك خلاف تاريخي حول موطنهم الأصلي، والمرجح أنهم يعودون إلى وسط أوروبا. وقد تعرض مجتمعهم للتفكك في القرن السادس الميلادي، ونشأ عن ذلك انقسامهم لمجموعات ثلاث وفقاً لمواقع تمددهم الجغرافي. وهم:

  1. السلاف الجنوبيون: (البوسنيون – الكروات – الصرب – البلغار – المقدونيون – المونتينيغريون – السلوفينيون الغوراني)؛
  2. السلاف الغربيون: (البولنديون – التشيك – السلوفاك – الصرب – المورافيون الكاشوبيون)؛
  3. السلاف الشرقيون: (الروس – الأوكرانيون – البيلاروسيون الروسينيون).

قدم الباحث لأبرز أعلام وطروحات الفلسفة الأوراسية الجديدة من بينهم: ليف نيكولايفيتش غوميليوف (Lev Nikolayevich Gumilyov) ؛ فيسلافي إيفانوفيتش زورين (Veslavi Ivanovich Zorin)؛ فاديم فاليريانوفيتش كوجيناف (Vadim Valerianovich Kuzhinov) وألكساندر غيليفيتش دوغين (Aleksandr Gelyevich Dugin).

يهدف مشروع «الأوراسية الروسية» -كما يوضح الباحث- بالأساس لخلق اتحاد كونفدرالي كبداية يتطور فيما بعد لفيدرالية كاملة، يقوم على التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والعسكري والثقافي. تكون روسيا مركزه السياسي، والسُّلاف قاطرته القومية الأكثر نفوذاً فيه دون استثناء لباقي القوميات الأخرى، والمسيحية الأرثوذكسية الشرقية الأساس لمنظومة قيمه الأخلاقية، وموسكو القائد الأعلى لها عبر العالم. مع مراعاة الحقوق الدينية لباقي الأديان، وبالتالي تحقق «الأوراسية الروسية» ما تسمى «رسالة روسيا الخالدة» كما يؤمنون بها، وتجمع عناصر القوة التي امتلكتها في حقب عظمتها الثلاث الكبرى. روسيا القيصرية، والإمبراطورية الروسية، والاتحاد السوفيتي. فتجتمع هذه النماذج بكل ما فيها من عظمة. مع تلافي كل ما كان فيها من أوجه قصور وعيوب أدت في النهاية لسقوطها وتفككها، وتحفظ العالم من الضياع على يد الليبرالية والرأسمالية الغربية المتوحشة -كما تصفها. ويضم بلدان آسيا الوسطى السوفيتية السابقة، ذات الأغلبية المسلمة، وبلدان جنوب القوقاز وشرق أوروبا، وشبه جزيرة البلقان ذات الأغلبية الأرثوذكسية، وهي البلدان المحيطة بها، والمرتبطة معها تاريخياً وثقافياً، وتمثل مجال نفوذ روسيا الطبيعي، وعبر هذه التشكيلة يحافظون في هذا الاتحاد على التوازن القومي بين السلاف، والترك، والأديغة -الشركس– بجانب الديني بين الأرثوذكس والمسلمين.

يتوقع الباحث أن يؤثر المشروع الأوراسي على العمق الحقيقي لروسيا، وأياً كان من سيكون على رأس السلطة في الكرملين مستقبلاً فسيحتاجه. إن «الأيديولوجية الأوراسية» روسية، ومرتبطة بالمستقبل، ولكنها بحاجة لتتحول من مجموعة أفكار محصورة بالنخبة إلى الإطار الشعبي لتشكيل قواعد تدافع عنها، وهو ما يمكن أن يحدث مستقبلاً في ظل سلطة روسية جديدة، لديها وعي بالدور الجماهيري.

الأوراسية بين التحديات ومستقبل روسيا التوسعي

45,00 د.إ

أحمد لطفي دهشان

Category: Tag:

Description

تناول الباحث المصري المتخصص في التاريخ والسياسة الدولية، أحمد لطفي دهشان، التنوع العرقي والقومي، والديني واللغوي في روسيا التي يوجد فيها حوالي (88) عرقية رئيسة. وقد شكل «السلاف» النواة الرئيسة التي على أساسها نشأت الدولة الروسية الأولى، وكانوا وما زالوا القاعدة الرئيسة لها دون إلغاء لباقي القوميات والأعراق الأخرى، والسلاف مجموعة بشرية تشترك في اللغة والإثنية، وُتنسب لغتهم لمجموعة اللغات الهندو أوروبية. ينتشرون اليوم في وسط وشرق أوروبا وأوراسيا الشمالية، وهناك خلاف تاريخي حول موطنهم الأصلي، والمرجح أنهم يعودون إلى وسط أوروبا. وقد تعرض مجتمعهم للتفكك في القرن السادس الميلادي، ونشأ عن ذلك انقسامهم لمجموعات ثلاث وفقاً لمواقع تمددهم الجغرافي. وهم:

  1. السلاف الجنوبيون: (البوسنيون – الكروات – الصرب – البلغار – المقدونيون – المونتينيغريون – السلوفينيون الغوراني)؛
  2. السلاف الغربيون: (البولنديون – التشيك – السلوفاك – الصرب – المورافيون الكاشوبيون)؛
  3. السلاف الشرقيون: (الروس – الأوكرانيون – البيلاروسيون الروسينيون).

قدم الباحث لأبرز أعلام وطروحات الفلسفة الأوراسية الجديدة من بينهم: ليف نيكولايفيتش غوميليوف (Lev Nikolayevich Gumilyov) ؛ فيسلافي إيفانوفيتش زورين (Veslavi Ivanovich Zorin)؛ فاديم فاليريانوفيتش كوجيناف (Vadim Valerianovich Kuzhinov) وألكساندر غيليفيتش دوغين (Aleksandr Gelyevich Dugin).

يهدف مشروع «الأوراسية الروسية» -كما يوضح الباحث- بالأساس لخلق اتحاد كونفدرالي كبداية يتطور فيما بعد لفيدرالية كاملة، يقوم على التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والعسكري والثقافي. تكون روسيا مركزه السياسي، والسُّلاف قاطرته القومية الأكثر نفوذاً فيه دون استثناء لباقي القوميات الأخرى، والمسيحية الأرثوذكسية الشرقية الأساس لمنظومة قيمه الأخلاقية، وموسكو القائد الأعلى لها عبر العالم. مع مراعاة الحقوق الدينية لباقي الأديان، وبالتالي تحقق «الأوراسية الروسية» ما تسمى «رسالة روسيا الخالدة» كما يؤمنون بها، وتجمع عناصر القوة التي امتلكتها في حقب عظمتها الثلاث الكبرى. روسيا القيصرية، والإمبراطورية الروسية، والاتحاد السوفيتي. فتجتمع هذه النماذج بكل ما فيها من عظمة. مع تلافي كل ما كان فيها من أوجه قصور وعيوب أدت في النهاية لسقوطها وتفككها، وتحفظ العالم من الضياع على يد الليبرالية والرأسمالية الغربية المتوحشة -كما تصفها. ويضم بلدان آسيا الوسطى السوفيتية السابقة، ذات الأغلبية المسلمة، وبلدان جنوب القوقاز وشرق أوروبا، وشبه جزيرة البلقان ذات الأغلبية الأرثوذكسية، وهي البلدان المحيطة بها، والمرتبطة معها تاريخياً وثقافياً، وتمثل مجال نفوذ روسيا الطبيعي، وعبر هذه التشكيلة يحافظون في هذا الاتحاد على التوازن القومي بين السلاف، والترك، والأديغة -الشركس– بجانب الديني بين الأرثوذكس والمسلمين.

يتوقع الباحث أن يؤثر المشروع الأوراسي على العمق الحقيقي لروسيا، وأياً كان من سيكون على رأس السلطة في الكرملين مستقبلاً فسيحتاجه. إن «الأيديولوجية الأوراسية» روسية، ومرتبطة بالمستقبل، ولكنها بحاجة لتتحول من مجموعة أفكار محصورة بالنخبة إلى الإطار الشعبي لتشكيل قواعد تدافع عنها، وهو ما يمكن أن يحدث مستقبلاً في ظل سلطة روسية جديدة، لديها وعي بالدور الجماهيري.