الإخوان المسلمون في أوروبا: التحولات الهيكلية والاجتماعية

45,00 د.إ

أحمد نظيف

Category: Tag:

Description

سلطت دراسة أحمد نظيف -باحث تونسي متخصص في الإسلام السياسي- الضوء على التحولات الهيكلية والاجتماعية، التي طالت «المشروع التمكيني» الإخواني في أوروبا، وتحديد الإطار النظري الذي جرت فيه هذه التحولات وعلاقته بالمشروع الاستراتيجي للجماعة. فتتبع الباحث مرونة التخطيط ضمن “التدافع الاجتماعي” لدى الإخوان، ويرصد التحولات الهيكلية من الهرمية إلى الأفقية، والتحولات الاجتماعية من تجنيد الجموع إلى تشكيل النخب.

يخلص في خاتمة دراسته إلى أن الظرف السياسي -ما بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر (2013)- دفع نحو انحسار الزخم الإخواني الذي طبع مرحلة الثورات العربية، وبدا أن مرحلة جديدة قد دخلتها الجماعة من التفكك التنظيمي والانحلال الأيديولوجي، مما دفع فروعها شرقاً وغرباً إلى محاولة التقليل من الخسائر، والمضي في إجراء تغييرات على مستوى البنى التنظيمية والخطاب والسلوك السياسي. هذه التحولات طالت الفرع الأوروبي، الذي تعمقت أزمته بعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض (2017) حيث دفع إلى إجراء تغييرات جذرية على هيكله التنظيمي، وقطع روابطه العلنية مع الجماعة الأم، كما اتجه نحو تحرير المبادرة واللامركزية من خلال بناء تنظيمي أفقي، والقطع مع «الهرمية» السائدة منذ الثمانينيات. كما توجه لمزيد تجنيد النخب والاستثمار في التعلم، فيما انسحب من دوائر العمل الديني في أوساط الجاليات المسلمة، وتوجه نحو فضاءات أخرى، بينها الجمعيات الحقوقية والمؤسسات غير الربحية والخيرية والتجارية والجامعات. بيد أن هذه التحولات التي صنعتها الإكراهات الدولية والإقليمية لم تكن نابعة من تحولات فكرية –اعتبرتها نخب غربية مراجعات- وإنما تغييرات تكتيكية تعاملت مع مصاعب المرحلة، فيما تبقى عين الجماعة على «التمكين»، الذي وإن تجلى في الدول ذات الغالبية المسلمة على هيئة السيطرة على السلطة، فإنه يأخذ في أوروبا شكل الانخراط في المصالح المشتركة للطبقة الحاكمة، أي أن يصبح الإخوان جزءاً من السلطة.

الإخوان المسلمون في أوروبا: التحولات الهيكلية والاجتماعية

45,00 د.إ

أحمد نظيف

Category: Tag:

Description

سلطت دراسة أحمد نظيف -باحث تونسي متخصص في الإسلام السياسي- الضوء على التحولات الهيكلية والاجتماعية، التي طالت «المشروع التمكيني» الإخواني في أوروبا، وتحديد الإطار النظري الذي جرت فيه هذه التحولات وعلاقته بالمشروع الاستراتيجي للجماعة. فتتبع الباحث مرونة التخطيط ضمن “التدافع الاجتماعي” لدى الإخوان، ويرصد التحولات الهيكلية من الهرمية إلى الأفقية، والتحولات الاجتماعية من تجنيد الجموع إلى تشكيل النخب.

يخلص في خاتمة دراسته إلى أن الظرف السياسي -ما بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في مصر (2013)- دفع نحو انحسار الزخم الإخواني الذي طبع مرحلة الثورات العربية، وبدا أن مرحلة جديدة قد دخلتها الجماعة من التفكك التنظيمي والانحلال الأيديولوجي، مما دفع فروعها شرقاً وغرباً إلى محاولة التقليل من الخسائر، والمضي في إجراء تغييرات على مستوى البنى التنظيمية والخطاب والسلوك السياسي. هذه التحولات طالت الفرع الأوروبي، الذي تعمقت أزمته بعد وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض (2017) حيث دفع إلى إجراء تغييرات جذرية على هيكله التنظيمي، وقطع روابطه العلنية مع الجماعة الأم، كما اتجه نحو تحرير المبادرة واللامركزية من خلال بناء تنظيمي أفقي، والقطع مع «الهرمية» السائدة منذ الثمانينيات. كما توجه لمزيد تجنيد النخب والاستثمار في التعلم، فيما انسحب من دوائر العمل الديني في أوساط الجاليات المسلمة، وتوجه نحو فضاءات أخرى، بينها الجمعيات الحقوقية والمؤسسات غير الربحية والخيرية والتجارية والجامعات. بيد أن هذه التحولات التي صنعتها الإكراهات الدولية والإقليمية لم تكن نابعة من تحولات فكرية –اعتبرتها نخب غربية مراجعات- وإنما تغييرات تكتيكية تعاملت مع مصاعب المرحلة، فيما تبقى عين الجماعة على «التمكين»، الذي وإن تجلى في الدول ذات الغالبية المسلمة على هيئة السيطرة على السلطة، فإنه يأخذ في أوروبا شكل الانخراط في المصالح المشتركة للطبقة الحاكمة، أي أن يصبح الإخوان جزءاً من السلطة.